الرئيسية / المقالات / “أصلو مابيعرفش” … تحكيم !!

“أصلو مابيعرفش” … تحكيم !!

ترسيخ النظام واقامة العدل ، ومنع الظلم والتحيز ، ليستتب العدل وتسود المساواة في المجتمعات وتسود الطمأنينة ويعم الخير هو المطلوب فقط من القضاة والمحكمين في كافة المجالات .

ولا يمكن أن نجزم و نعمم بعدل ونزاهة كافة القضاة والمحكمين فهناك قاضي غلبه سلطان الهوى وزادت عليه التأثيرات الخارجية وغلبته المجاملة واثرت عليه الواسطة وغلب المصلحة ونسي حمل الامانة فيظلم ويجور في حكمة ، وهناك من يتحرى العدل والانصاف وقول الحق ولكنه يتسرع في الحكم او يخالفه الصواب بدون قصد فيحكم بدون تروي وهذا مخالف ومخطئ ، ولكن قمة الظلم أن ترى القاضي او المحكم يدير وجهه للعدالة والحق، ويطلق أحكاما يرضي بها أشخاصاً أو جهة أو مؤسسات معينة ، ولكن مع كل ذلك فأن الإسلام قد أقر بأن « قاض في الجنة وقاضيان في النار».

ولعل الحال كذلك في مجال التحكيم المعاصر للخيل العربية ومسابقات جمال الخيل العربية من خلال قضاة الميادين والحكام والمحكمين حيث يعتمد نظام التحكيم فيها على ان يعطي الحكم رأياً أو تقديراً لكل فرس أو حصان، يعرض منفرداً أو ضمن مجموعة في ساحة العرض ، و هو من يقيم الخيل بشكل كامل من حيث الشكل والحيوية والمعالم الجمالية وفق درجات اصطلاحية منطقية وعادلة .

ونظام التحكيم الأوروبي المقر من منظمة الايكاهو كما هو معلوم يبقى على الشكل النموذجي التاريخي للجواد العربي كمعيار أساسي للتحكيم، وكل اختلاف او تغيير عن هذا النموذج يقلل من جمال الجواد المعروض للتحكيم وفق نقاط وعلامات معينة ، و يعرف بنظام التحكيم عن طريق النقاط وهو الذي يعمل به حاليا في مسابقات الجمال الدولية في كثير من بلدان العالم .

وعلى الرغم من وضوح نظام تحكيم الايكاهو في مسابقاتها وعلى الرغم من الدورات المتعددة والمتطورة التي تقيمها للحكام الا ان لكل قاعدة شواذ ، فمازلنا نرى بين الفينة والأخرى بعض “الشطحات” والهفوات التحكيمية المقصودة والغير مقصودة من بعض الحكام أو من بعض أنصاف الحكام .

فقد أشار الاعلامي عبدالله الشهري في صحيفة (صهيل) الى كارثة الخميس الاسود وذلك في مقاله عن ما حدث في بطولة الكويت في أشاره الى شطحات الحكم الكندي الذي “اغتال حلم المربين الصغار والكبار في البطولة على حد وصفه ، ويلقي باللائمة على المنظمين بجلبهم الحكام الغير كفؤ ، كما أكد على حد وصفه بأنها ليست نكسة للخيل العربية بل هو السقوط للهاوية عندما تشاهد درجات الخيل متدنية بشكل فاضح، والمصيبة الاكبر أن ترى درجات لم تشاهد في عالم الجمال من قبل ولن تشاهدها لاحقا انها الدرجة (10) في القوائم و ليست الحالة الوحيدة في البطولة !!

وعندما نمعن النظر في العملية الجمالية لتحكيم الخيول العربية ، نجد أن العرب كانوا ومازالوا من أمهر الناس في تحديد مواصفات الجمال في الخيل العربية ، وتذوقها والإحاطة بها، بالإضافة إلى تمييزهم للعيوب إن وجدت ولكن قد لا تنطبق هذه القاعدة على كافة الحكام العرب فهناك حكام لديهم خبرة طويلة وتاريخ مشرف في شتى المنافسات كما سبق أن شاركوا في تحكيم كبرى البطولات العالمية مثل كأس العالم في فرنسا وكأس العالم في امريكا ولا يمكن لأحد أن يجاريهم في وصف ومعرفة تفاصيل الخيل العربية ، وهناك العكس تماماً حكام جهلة يمكن أن يطلق عليهم انهم نزلوا لميدان التحكيم بالباراشوت  .

ولعل ما حدث من أحد الحكام العرب في بطولة الشارقة الدولية التي اختتمت مؤخراً لم يكن بعيداً عن ما فعله صاحبه الحكم الكندي في الكويت ولكن حكمنا العربي تميز بعلاماته المتدنية لصغار الملاك فقط وبشكل واضح ! وعلامات مرتفعة وملفته لكبار الملاك (الشيوخ) وكبرى المرابط ، ولنا في علامات البطلة الذهبية للمهرات (عمر ٣ سنوات) دليلاً ، حيث رآها جميع الحكام أصحاب الخبرة في مجال التحكيم والأقدمية بطلةً متميزة في فئتها باستثناء حكمنا العربي الذي رآها الأسوأ !!

لا يخفى على أحد تأثير ضعف الحكام في المنافسات والبطولات ولكن يتضح بصورة أكثر تأثيراً في البطولات العربية وذلك من خلال اختيار الحكام الغير كفؤ فيرتكبون الأخطاء ويغيرون مجريات البطولات والمنافسات ويتسببون في سلب الحقوق وفي ظلم واضح مما قد يؤثر على العلاقات بين الملاك والمربين فيما بينهم وبين الملاك والحكام وبين الملاك والمنظمين .

يجب على الإيكاهو إعادة النظر في تقييم بعض الحكام والسعي لتحسين مستوى التحكيم والحكام بشكل عام ، كما يجب على منظمي البطولات وضع معايير معينة لاختيار الحكام حتى تضمن اقامة العدل وفرض العدالة في بطولات جمال الخيل العربية خصوصاً التي يديرها ويشارك فيها بعض حكامنا العرب ، كما يجب على الملاك والمربين المطالبة بإبعاد كل من تورط في كوراث التحكيم والجهل والتحيز مثل اولئك الحكام والمطالبة بعدم دعوتهم وتحكيمهم في البطولات العربية مستقبلاً .

من المعلوم أن الحكام بشر والبشر يخطئون ولكن هناك فرق بين الخطأ والجهل !

الخطأ هو أن يرتكب الشخص شيئاً خاطئاً بغير عمد مع علمه بالصواب ، أما الجهل فيمكن القول أنه ارتكاب الخطأ بدون عمد ولكن مع عدم معرفة الصواب ، فهل نقول أن الأخطاء التحكيمية في بطولات جمال الخيل العربية هي أخطاء أم جهل ؟ قد نختلف في هذه النقطة من حيث الآراء لذا فأن رأيي الشخصي  :

أرى أن ما نسميه بظاهرة الأخطاء التحكيمية في بطولات جمال الخيل العربية هو في الحقيقة (جهل) وذلك لعدة أسباب منها تكرار الأخطاء من حكام بعينهم فمن غير المعقول أن يرتكب الشخص خطأً ثم يكرره مرتين وثلاثاً وأربع.

مما يدل أن من يخطئ ويكرر خطأه بالتأكيد يكون جاهلاً بالصواب فإن لم يكن جاهلاً لما كرر خطأه .

نستنتج من هنا أن أكثر الأخطاء التحكيمية من قبل بعض الحكام يأتي بسبب ضعفهم شخصياتهم وتواضع معرفتهم وضعف ثقافتهم بمعايير تقييم الخيل العربية وجهلهم بقوانين التحكيم وصفات الخيل وتفاصيلها .

ربما يرسخ في الأذهان المقولة الي يرددها بعض الملاك والمربين على الحكم الجاهل وبدأت تثبت صحتها مع الوقت وهي … “أصلو مابيعرفش” !!

بقلم  الكاتب / رمح

شاهد أيضاً

قفز الحواجز .. تضبط الحياة

امتطاء صهوة الجواد والتدرب على فروسية قفز الحواجز ، تملئ الأوقات سعادة غامرة و حماس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: الحقوق محفوظه لموقع صهيل
X