للخيل في ذاكرة المجد مكانة لايدركها إلا فارس تنحني أعتى الرياح لقدرته على مواجهتها فمن عاشر الخيل يوماً صار منه فهي الكائن الوحيد التي تعشقه كل الأسماء وتغيب كل الألقاب اما حبنا وعشقنا له كل روح جميلة هي من صفات الخيل وكل روح متمردة هي من صفاتها أيضاً فهو الذي ملك القلوب وأسر المشاعر فكان مقدماً على الأهل والولد كما قال الشاعر عبيده بن ربيعه (مفداه مكرمة علينا يجوع لها العيال ولا تجاع) الخيل هي احدى النعم التي يظهر لنا ابداع الخالق في هذا الكون ويكفيها رفعة ذكرها بالقرآن والسنة فهي التي تربي في النفوس معاني الرجولة ومشاعر التضحية والفداء.
ولاشك أن الدولة تولي اهتمامها لهذا الكائن من خلال انشاء مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة الذي يعني بتوثيق الخيل والمحافظة على سلالات خيل المؤسس طيب الله ثراه الذي وحد اجزاء المملكة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهو اول قائد يوحد بلاده على صهوات الجياد التي لصهيلها دوي المدافع في وقتنا الحالي رغم الظروف الصعبة تمكن من لم شمل البلاد بجهود عظيمة في منطقة كانت تسيطر عليها الفوضى والجهل.
وحنيناً إلى الماضي الذي يظل واقفاً شامخاً يطل علينا بعد ايام قليلة المهرجان الوطني للتراث الثقافة ( الجنادرية ) المدخل إلى الحضارة ليعرف الأجيال صوراً واشكالاً شتى عن نماذج الأصالة والعراقة وحياة انسان الجزيرة العربية بالأمس ولايمكن التواصل مع الأجيال إلا من خلال التراث الذي تشاركنا به الخيل العربية التي ستتواجد في هذا المهرجان بجناح مستقل لعرض سلالات خيل المؤسس وصورها التاريخية وتقديم المعلومات القيمة عنها متمنياً ان يظهر هذا المهرجان بالمظهر الذي يعكس ثقافة وتراث بلادنا عبر مسيرة التطور التي عاشتها المملكة منذ ان وحدها جلالة المؤسس وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.
بقلم / علي السهلي