من اسقط الاسطورة

اللعب بالنار شيء خطير فربما تكون عواقبه سيئة ووخيمة وقد تكون اول من يتضرر منها، في قديم الزمان تظهر الأسطورة وتبقى لفترة طويلة لكن ما ان يمر الزمن حتى تصبح هذه الاسطورة من الخيال فيتغنى بها الكثير ويمجدونها ويضعون لها التماثيل والنصب التذكارية وتروى حولها القصص والحكايات.

الأسطورة كانت بالنسبة للإغريق تفسيراً للعالم، أمّا بالنسبة للرومان فكانت توطيداً لعظمة روما وتسيدها “المطلق” إنّ الأساطير تبدو وكأنها تشكّل ما قبل تاريخ العالم واليونان ودوله المنفصلة وعشائره النبيلة، لكن مثل هذه الحدود لم تكن موجودة بالنسبة للرومان، وتحوّل الأسلاف الإلهيون إلى شخصيات في الروايات التاريخية المحدّدة، أمّا الشخصيات التاريخية، التي أدت أعمالاً عظيمة، فرفعها الرومان إلى مصاف الأبطال الميثولوجيين، وهكذا امتزجت الميثولوجيا الرومانية بالتاريخ الروماني والرومان لم يشعروا بالفرق بين العصر البطولي والتاريخي، فكان كل منهما ينتقل إلى الآخر بكل سلاسة وتناغم، إذ غالباً ما كانت الأسطورة البحتة تتحوّل إلى خرافة، تحاط فيها القصة عن الأحداث والأعمال الفعلية بكثير من التفاصيل الميثولوجية.

ويلفت لنا بشكل خاص إلى أنه كان “جوبيتر” حاكم العالم كله باعتباره ملك الآلهة والناس، وحين يعود القائد الروماني ظافراً من المعركة، ويدخل روما في احتفال مهيب، كان هو نفسه شبيهاً بجوبيتر، في ثيابه الأرجوانية وإكليل البلوط الذي يزين رأسه، وقبيل انتهاء المسيرة يقدم الأضاحي الكثيرة لجوبيتر.

منذ ايام سقطت اسطورة ليست برومانية وقائدها ليس بجوبيتر بل اسطورة عالمية على ضفاف الخليج العربي في داخل صالة مغلقة وسط هتاف الكثير من الحاضرين عندما شاهدو البطل الاسطوري يحاصره 94 وحشا جلبوه من مقاطعة “شنغهاي” التي تصدر الوحوش الضارية ليكونوا ابطالا لساحات الصراعات في شتى البقاع.

من المسؤول عن هذه السقطة !!!!! هل حسبت اللعبة قبل المغامرة بأسطورة كهذه، ام انها مراهنة ربما ستكون عواقبها وخيمة للكثير على الاطلاق وكيف سيتم ترتيب الاوراق التي بعثرت بسببه ومن سيكون كبش الفداء هل هم الجمهور او الحكم او الغريم او من “اطلق” العنان لتفكيره انه ربما يستطيع السيطرة على الوضع بعدة كلمات كما في السابق .

ننتظر ماذا سيكون نتيجة اللعب بالأسطورة وبالنار التي اشعلتها سقوط هذه الاسطورة المدوي.

بقلم : عبدالله بن محمد الشهري