الرئيسية / المقالات / مصاص الدماء

مصاص الدماء

مصاص الدماء هو شخصية ميثولوجيه من الأساطير الشعبية في التراث العالمي، وتتغذى هذه الشخصية كما صورها أصحاب التخيلات على جوهر حياة المخلوقات على عدة أشكال وسيناريوهات تكون الإسقاطات فيها قريبة من واقعنا الذي نعيشه ، ويزور غالبًا مصاصي الدماء أحبائهم، ويتسببون في الحاق الأذى بهم، ويظهرون بأشكال عدة يرتدون الأكفان، وكثيرًا ما يتم وصفها بأنها متضخمة و أن مظهره يميل إلى الحمرة التي تختلف بشكل ملحوظ عن مصاص الدماء اليوم، والذي يُصور لنا بالشكل الهزيل والشاحب، الذي يرجع تاريخه إلى أوائل القرن التاسع عشر.

وعلى الرغم من إنه تم تسجيلها في عدة ثقافات وحضارات في أنحاء مختلفة من العالم ، لم يشع مصطلح مصاص الدماء إلا في أوائل القرن الثامن عشر، بعد تدفق القصص عن هذه الخرافة في أوروبا الغربية وخاصة في المناطق التي تكررت فيها أساطير عن مصاصي الدماء مثل دول البلقان وأوروبا الشرقية.

اليوم ونحن نعيش في العقد الأول من الألفية الثالثة كنا نسمع الخرافات والقصص عن مصاصي الدماء البشريين الذين يستغلون البشر ويتغذون على دمائهم ومكتسباتهم وكنا نحسبها قصصا وضرباً من الخيال ولكننا اكتشفنا انها تعيش معنا نتنافس وأياهم… تارة نسبقهم وتارة أخرى يسبقوننا ويكونون بانتظارنا ليتغذوا على دمائنا.

في مجتمع الخيل اصبح مصاصو الدماء كثر بل اصبحت حالة مستشريه فاصبح الجميع هدفاً لهم، فلم نعد نعرف هل هذه الهواية النبيلة التي تحمل الكثير من القيم الاجتماعية والصفات النبيلة التي يتحلى بها الفرسان مجرد كلمات تقال للوصول الى غايات أخرى، وهل الغاية تبرر لهم هذه الوسيلة .

ربما الترهل الذي حدث في الفترة الأخيرة لهذه الرياضة، والتي أصبحت غير جاذبة لما تشهده الساحة من منافسات ربما خرجت إلى خارج الميدان لتصل إلى الدخول بالذمم والمصالح وتبني بعض المواقف لتحقيق مصالح شخصية ووفر مادي !

المالك والمربي والمنتج والهاوي هذا الضحية الذي يتسابق عليه مصاصو الدماء للضفر بدمه وليتغذوا عليه بأشكال مختلفة، والسؤال الذي يطرح نفسه.. هل يعي (وفير الدم ) من سطوة ( فقير الدم ) وما وصل إليه من رغبة ملحه ليكون (بنكاً للدم )!، أو أنه يعي ويعرف ما يدور حوله ولكن استمرء وضعه وعايش وطئته ؟!

هل عقله الباطن أسر له أنه ربما في يوم من الأيام سيكون مصاص للدماء ويرتقي إلى مصاف المهاجمين والظفر بالضحايا الجدد وسيكون المستفيد لاحقاً، أم أنه ساذج لا يعي ما يفعل ويعتقد أنه المستفيد وهو الضحية أولاً و أخيراً؟!!

 عبدالله بن محمد الشهري ..

شاهد أيضاً

قفز الحواجز .. تضبط الحياة

امتطاء صهوة الجواد والتدرب على فروسية قفز الحواجز ، تملئ الأوقات سعادة غامرة و حماس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: الحقوق محفوظه لموقع صهيل
X