الرئيسية / المقالات / ( طريقة العرب في حفظ أنساب الخيل وأصولها )

( طريقة العرب في حفظ أنساب الخيل وأصولها )

وهنا من المناسب اولاً أن نذكر طريقة العرب في حفظ أنسابهم وأصولهم وعلى ماذا يعتمدون في ذلك .

فقد اشتهرت العرب من قرون بحفظ الانساب والاصول , وذلك مما اختصهم الله به على غيرهم من الامم الاخرى , لما يترتب على الانساب والاصول من تواصل بينهم واصلاب وحلائل ودماء وعاقلة , وبعد ما جاء الاسلام وأكد اهميتها لهم زاد اهتمامهم بها لما يترتب عليها ايضا من احكام شرعيه ومواريث وارحام وديات وحقوق ..

فكانوا يعتمدون على حفظ انسابهم بإحدى امرين أو كلاهما ( التواتر و الشهره )

واما التواتر فهو ان يتواتر النسب متسلسلا ( فلان بن فلان وهكذا )

واما الشهرة فهي ان يشتهر عن رجل انه يرجع في قوم كذا وكذا ..

وبهذه الطريقه كان العرب القدامى والمتأخرين يحفظون انسابهم واصولهم وتاريخهم الذي كان من صميم عاداتهم وتقاليدهم التي اختصهم الله بها على سائر الأمم , حتى إن الدين الحنيف ليحكم بها ويقاضي عليها .

وعلى هذه الطريقة وبالتواتر والشهرة حفظت العرب انساب خيلهم العربية واصولها وتاريخها ـ

وهذا من أهم ما فعله العرب وهو الاهتمام بأصول الخيل ومعرفتها جيدا , مع انهم لم يدونوها ولم يكتبوها ، لاكنهم حفظوها كحفظ انسابهم واصولهم بالمتواتر والمشهور بينهم , لشدة ولعهم بالخيل وحرصهم عليها ..

وفي القرن الثاني الهجري روى ابن الكلبي أن أول ما انتشر في العرب من تلك الخيل أن قوما من الأزد من أهل عمان قدموا على سليمان بن داوود بعد تزوجه بلقيس ملكة سبأ فسألوه عما يحتاجون اليه من أمر دينهم وديناهم حتى قضوا من ذلك ما أرادوا وهموا بالانصراف فقالوا يا نبي الله ان بلدنا شاسع وقد أنفضنا من الزاد مر لنا بزاد يبلغنا بلادنا فدفع اليهم سليمان فرسا من خيله من خيل داؤود عليه السلام وقال هذا زادكم فاذا نزلتم فاحملوا عليه رجلا وأعطوه مطردا وأوروا ناركم فإنكم لن تجمعوا حطبكم وتوروا ناركم حتى يأتيكم بالصيد فجعل القوم لا ينزلون منزلا الا حملوا على فرسهم رجلا بيده مطرد واحتطبوا وأوروا نارهم فلا يلبث أن يأتيهم بصيد من الظباء والحمر فيكون معهم ما يكفيهم ويشبعهم ويفضل الى المنزل الآخر فقال الأزديون ما لفرسنا هذا اسم الا زاد الركب فكان أول فرس انتشر في العرب من تلك الخيل .

ومن زاد الراكب انتجت العرب الهجيس فكان اجود من ابيه ومن الهجيس نتج لهم الديناري فكان اجود من ابيه ايضا ومن الديناري نتج لهم اعوج ومن اعوج انجبت خيول العرب وعامة خيلهم تنسب اليه

فتناسلت تلك الخيول في العرب وانتشرت , وشُهر منها خيل منسوبة الاباء والامهات .

وهذه الرواية هي أشهر الرويات ويعتبرونها كمرجع اصول الخيل العربية في الماضي البعيد .

واما في الماضي القريب فمن أهم واشهر الروايات قصة ( سيل العرم ) وهي قصة الخيول الخمسة التي هربت بعد انهيار سد مأرب الاخير , وظهرت بعد زمن طويل في وسط الجزيرة العربية منطقة نجد وانتشرت هناك .. وقد جاءت تلك الاسطورة بعدة روايات .

وهذه الروايات نرى أنها مما يُستأنس به في مثل هذه المدلولات , غير انها تأخذ وتقبل لشهرتها الواسعة التي تناقلتها الاجيال حتى عرفت لاحقا بــ( الارسان الخمسة )

وبعد قيام الدول والحضارات والعلم والتسجيل بدأت الدول تنشئ مكاتب لتسجيل افرادها واسرها وقبائلها ـ وهكذا في الخيل إنشئت لها مراكز لإصدار شهاداتها وجمع انسابها واصولها وتدوينه

من كتاب ( كنز الصحراء )

تأليف / عبدالملك القسامي

المشارك في المؤتمر الدولي للخيل والفروسية

شاهد أيضاً

قفز الحواجز .. تضبط الحياة

امتطاء صهوة الجواد والتدرب على فروسية قفز الحواجز ، تملئ الأوقات سعادة غامرة و حماس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: الحقوق محفوظه لموقع صهيل
X