الخيل والإجلال

من يمعنِ النظرَ في الخيل وصفاتها يجد أنَّها مخلوق” نبيل وهبةٌ ربانية، ليس كباقي المخلوقات الأخرى تجتمع فيه الكثيرُ من الصفاتِ المختلفة …مخلوق عالي الحس، مكتملُ الحواس، ذو ملكةٍ خاصة..
وبالتعامل مع الخيل تجدُ أنَّها كيانٌ لأجمل الطباع، وأسماها، مخلوقٌ يسموا كلَّما أحسنَ الإنسانُ التعاملَ معه ..

الخيلُ المصونةُ عندَ العرب ماهي إلا نتاجٌ لتعاملِ الإنسانِ العربي الكريم الصبور لمئاتِ السنين “رغم بيئتهِ القاسية،
فقد أجادَ العربُ التعاملَ مع هذا الكائن في أقسى الظروفِ فجعلوهُ مَصوناً صونَ الأعراضِ، مُكرّماً، مُبجّلاً ….
فسنّوا القوانينَ التي تحمي نقاءَ دمهِ وصفاتهِ، ودوّنوا مشجراته ومخطوطاتِ إرثهِ، وتناقلوا هذا الإرثَ مابينَ الأشعارِ والأقوالِ المسندةِ، المنقولةِ والمتداولة..
ومن أعلى درجات الحفظِ والعتق..
كانتِ العربُ لا تأخذ خيلَ من لا تُخطبُ أبنتهُ، وهذا رابطٌ قويٌ في إجلالِ وتحصينِ هذا المخلوق
وما ظهورُ الأرسانِ في القرون القريبةِ إلا نتاجٌ لِما ورثهُ العربُ منْ كمٍ وكيفيةٍ في التعاملِ مع الخيل،

أي أنَّ الأرسانَ تتمايزُ بإختلافِ الصفاتِ الظاهرة..
فأصبحت وافيةَ الطبعِ والطباع، نقيةَ الدمِ كاملةَ الصفاتِ والحُسن….
يُفاخِرونَ فيها النُظراءَ ولايقبلونَ فيها التقليلَ والشائبة.

.

بقلم/ فهد بن محسن العمري