الرئيسية / المقالات / “أتسائل فقط” .. “كبرياء وطن”.. لا أكثر ..

“أتسائل فقط” .. “كبرياء وطن”.. لا أكثر ..

 
حينما نفكر في سمعة الفروسية السعودية نتوقف دائما عند أبهى انجازاتها و أعظمها .. و لايمكن لنا أن نرضى بغير الحضور المشرف و الظهور المميز
” أتسائل فقط ” كيف أصبحت الفروسية السعودية رائدة في مجال القفز على الحواجز ؟ 
 
نعود قليلا بالذاكرة إلى الوراء ونستذكر أبرز و أهم انجازاتنا , خالد العيد يحقق برونزية الألعاب الأولمبية في سيدني لعام 2000
عبدالله الشربتلي فضية بطولة العالم لـ اللعبة عام 2010 , برونزية سعودية في مسابقة الفرق لدورة الألعاب الأولمبية في لندن لعام 2012  وعدد آخر مهول من الميداليات الآسيوية و العربية و العالمية , إرث عظيم خلفته أسماء فروسية من ذهب بتحقيقها إنجازات عالمية و أولمبية و قارية . 
حضور ثابت في أقوى و أعتى منافسات اللعبة و بمستويات مميزة . 
 
نعيش هذه الأيام العد التنازلي 365 يوما حتى دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو العام القادم , المملكة من لم ينقطع ظهور راياتها في الساحات الأولمبية طوال عقدين من الزمن باتت اليوم تلعب على لعبة الحسابات  , فرساننا من كانوا يتقاسمون المراكز الأولى في أكبر المحافل باتوا اليوم تائهي الخطى دون عمل ملموس أو خطة مرسومة .
كنا نحن من نحدد مسار اللعبة و نرسم معالمها و كانت حكاية تأهلنا أمرا غير قابل للنقاش , لكننا اليوم بتنا نعاني الأمرين .
حكايتنا التي نتخابرها هذه الأيام هي ” كبرياء وطن “
” أتسائل فقط ” كيف بمن جمع كل تلك الأمجاد وجاب العالم منتصرا و منافسا أن يرضى بأقل من ذلك . 
 
” أتسائل فقط ” كم تملك المجموعة السابعة من بطاقة سواءا للفردي او الفرق ؟
الاتحاد الدولي خصص لمنطقة الشرق الأوسط بطاقة منتخب واحد وهي التي ذهبت لمصلحة الفريق القطري في بطولة غنتوت فبراير الماضي , و خصص الاتحاد الدولي بطاقة فردية واحدة لدول المنطقة وهي
جل ماتبقى للمملكة العربية السعودية لتكمل مشوارها المجيد و لتحافظ على ذاك التاريخ العريق.
 
” أتسائل فقط ” كيف هو مسارنا وهل يملك فرساننا آمالا و كم تبقى من الوقت ؟
 تقول لغة الأرقام أن الآمال موجودة و أن التأهل المنتظر وارد , تنتهي فترة التأهيل الأولمبي بانقضاء يوم 06/03/2016 
يتصدر ترتيب فرسان المجموعة السابعة الفارس المغربي عبدالكبير ودار برصيد 1017 نقطة , ثم يأتي المصري كريم الزغبي ثانيا برصيد 579 نقطة
و يحتل المصري الآخر سامح الدهان المركز الثالث برصيد 477 نقطة , فيما يحتل الفارس السعودي عبدالله الشربتلي الترتيب الرابع برصيد 450 نقطة.
 
 
” أتسائل فقط ” ما هي آلية التأهيل و كيفية حساب النقاط ؟
يقوم نظام التأهيل باحتساب نقاط الفارس مع جواد معين و يتم اختيار أفضل 15 نتيجة مابين الفترة 01/01/2015 حتى 06/03/2016
صاحب أفضل ترتيب سيتم تأهيله لدورة الألعاب الأولمبية. 
لعل الفارس عبدالله الشربتلي يعد صاحب أفضل حظوظ و أفضل مركز سعودي ناهيك عن ترتيبه العالمي الأخير من صفوة الـ 30 فارسا في العالم
يتمتع الفارس عبدالله بمميزات أبرزها مشاركته الدائمة في أقوى بطولات القفز بدعوات يتم إرسالها فقط لأفضل فرسان في الترتيب العالمي الشهري.
 
 
” أتسائل فقط ” مالذي ميز عبدالكبير و كريم و كيف ترجحت كفتهما على عبدالله ؟
 
أن تملك جوادا كـ ” كويكلي دي كرايسكر” جدير بك أن تنافس دوما على المقدمة و هذا بالضبط ما يفعله الفارس المغربي الذي يلقى دعما سخيا جدا من العاهل المغربي الملك محمد السادس.
كريم الزغبي التي خصصت له اللجنة الأولمبية المصرية مبالغ طائلة فقط من أجل التأهل لأولمبياد ريو عدا عن امتلاكه فرسا مميزة وبعمر العشر سنوات
” أميليا ” رغم كل مستوياتها المميزة إلا أنها لم تحظى بذاك النجاح الذي ناله ” كويكلي “
مازاد الأمر سوءا وتعقيدا على حامل راية هذا الوطن الفارس الشربتلي أن تصاب جياده واحدا تلو الآخر 
” توباليو “و ” تالان ” جلها ألمت بها إصابات مختلفة ويا لسخرية القدر.
 
” أتسائل فقط ” كيف أصبح عبدالله الشربتلي رابعا رغم كل تلك الظروف ؟
عبدالله استطاع أن يقفز لهذا المركز معية جواده ” دومينقو ” وهو المعروف عنه أنه جواد سرعة لا مستوى أول فما بالك بمستوى أولمبي ..
أمر لا يستطيع أن يقوم به شخص آخر لا محالة .
 
 
” أتسائل فقط ” مالذي تعنيه كل تلك الأرقام و المعلومات ؟
إن الاستمرار في هكذا منوال يعني أن المملكة العربية السعودية لن يكون لها مقعد رسمي في رياضة الفروسية بعد مشاركات مستمرة طوال عقدين من الزمان 
وهو أمر نرفضه قطعياَ . إن لم يتحرك مسئولو رياضة الفروسية و الذين نشهد لهم بعملهم الدؤوب و حرصهم على مكتسبات وطنهم وتاريخ رياضييها
فإن رياضتنا تسير إلى مصير غير معلوم.
 هو أمر نرفضه تماما , هو أمر يرفضه التاريخ عينه فكيف بمن أذهلونا في مسرح مدينة الضباب قبل سنوات أن يتغيبوا عن أهم عرس رياضي .
 
” أتسائل فقط ” هل سنرتضي أن نكون في طي النسيان ؟
” أتسائل فقط ” مالذي يؤخر مسئولينا عن تقديم يد العون ؟
” أتسائل فقط ” كيف وصل بنا الحال إلى ما نحن عليه ؟
 
 
ياسادة , هي ليست قضية حضور و مشاركة .. هو مبدأ عشناه و تعايشنا معه .. هو تاريخ نأبى أن نتغيب عنه 
هو إرث عظيم لا بد لنا من المحافظة عليه .. هو الماضي و الحاضر و المستقبل .. 
هو ” كبرياء وطن ” لا أكثر .
 
إن لم نتحرك بسرعة كافية فقد ينتهي بنا الأمر إلى ما لا يحمد عقباه .. 
نرجوكم * أنقذوا ما تبقى من تاريخنا المشرق * .
 
 
 
بقلم : حارث القحطاني

 

شاهد أيضاً

قفز الحواجز .. تضبط الحياة

امتطاء صهوة الجواد والتدرب على فروسية قفز الحواجز ، تملئ الأوقات سعادة غامرة و حماس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: الحقوق محفوظه لموقع صهيل
X