أعود بالذاكرة قليلا الى بلد الحضارة والانفتاح وتحديدا الى العام 2010 في أجمل ميادين الفروسية في أمريكا ( كنتاكي ) لأسترجع صورة مضيئة وناصعة البياض في تاريخ رياضة الفروسية السعودية.
وبما أن دورة نورماندري باتت على مرمى ساعات من الآن، فقد بات الجمهور الفروسي يتسائل وبشدة هل يقدر “توباليو” على صنع مافعلته “سيلدانا”؟
توباليو صاحب الـ 14 ربيعا يبدو أنه ليس بالجواد السهل للركوب على حد تعبير الفارس البطل، الجواد الهولندي كان قد أظهر مستويات مميزة في ميادين أوروبا المختلفة
انطلاقا من ويندسور البريطانية وانتهاءا بمسرح خيخون العظيم , الشربتلي قال عن رفيقه الجواد العائد نسله الى الفحل ” نوميرو ” : أجد في توباليو الصديق الشريك أكثر من كونه أي حصان .
وما هي الا بضعة أيام ليثبت أبو الوليد صدق مايقول بفوزه بأكبر وأهم أشواط بطولة ويندسور البريطانية – كأس ملك البحرين وسط تشريف لملك البحرين حمد بن عيسى حفظه الله .
وماهي الا ساعات بعد ذاك الانتصار حتى بات الجميع يتنبأ بثنائي يملك الكثير و بثنائي يكمل كل منهم الآخر.
وأطيل الحديث عن توباليو ..ولعلي أعود لأستشهد بحديث الفارس الهولندي الكبير ألبيرت فورن حينما وصف توباليو بالجواد الذي يحلم به أي فارس لكنه أيضا ليس سهل الركوب .
سُئل الشربتلي عن هكذا موضوع بعد ان اقتنى ذاك الجواد عما يراه في مستقبل ووفاق هذا الثنائي ؟!
وأجاب صاحب الـ 32 ربيعاً لقد كنت متأكداً وواثقاً بأني قادر على امتطائه، ولقد سبق وشاركت مع جياد أكثر قوة و أقل طواعية من توباليو فخذ على سبيل المثال، سيلدانا فلقد كانت صعبة الركوب جدا ولأني اشتريتها قبل دورة ألعاب الفروسية عام 2010 بستة أسابيع فقط كان الأمر أكثر صعوبة،لكن والحمد لله استطعت الظفر بوصافة الدورة، ويكمل الشربتلي حديثه : أندريا أيضا ليست بالفرس اليسيرة أبدا بل على العكس تماما واستطعت بتوفيق الله في ثاني مشاركة لي معها بالخروج بجولة نظيفة في احدى جولات التأهيل لكأس العالم، ويضيف الشربتلي : لقد علمت حق المعرفة انه مادام بإمكاني امتطاء أندريا خلال يوم فـ بإستطاعتي ركوب توباليو بشكل مميز أيضا .
الشربتلي من يعتبر كأصغر فرسان العالم الذين يصلون لمرحلة ” الفاينال فور ” وهي جولة الختام لمسابقة الفردي والتي تقام بين أربعة فرسان يتداورون جيادهم في أربع جولات على مسلك وزمن محددين، كان قد وضع له علامة خاصة في ميادين الفروسية ولعل حصوله على المركز 31 في سلم ترتيب الاتحاد الدولي في الفترة الحاليه أكبر تقدير وأثمن شهادة تعطى لهكذا مبدع .
الشربتلي وهو من يحمل لواء المملكة في المحفل العالمي رفقة زميله الأمير فيصل الشعلان، والفارس طارق طاهر ممثل فريق القدرة السعودي يضع عليهم الجمهور السعودي كل الآمال والأمنيات في تحقيق نتيجة ايجابية هناك في شمال فرنسا .
لا أستطيع أن أنسى أو أتناسى اللحظات الخالدة لانتصار ليس كأي انتصار، جل الجمهور الفروسي عانى كثيرا حتى يشاهد كنتاكي وهي التي كانت تقام في ساعات الفجر الأولى تلك نظرا لفارق الوقت ، غير أن تلك المعاناة تلاشت تماما حينما حظي الشربتلي بفضية العالم، الكل متحفز ومتحمس لتحد آخر لعبدالله ورؤية مالذي باستطاعته ان يفعله .
لكن هل يظهر توباليو مميزا كما ظهرت سيلدانا سابقا ؟!
وحدها الأيام القليلة القادمة قادرة على أن توضح لنا ما الذي سيجنيه فارس الفرسان ومابين 2010 و 2014 مالذي اختلف ؟
…………………..
بقلم / حارث القحطاني