ندى القحطاني : أتوق للعالمية .. و 2030 رؤيتي المستقبلية

ندى القحطاني.. واحدة من فارسات الوطن اللواتي أجدن ركوب الخيل، وظهرن في عدد من المهرجانات الكبرى بتميز كبير وحضور قوي، بدأت ركوب الخيل في العام ٢٠١١م لتفتح لنفسها افاقا واسعة في هذا المجال، وبكل إصرار وتحد بمساعدة والديها، واختيار المكان والوقت المناسبان للتدريب، لتبني موهبتها وشغفها بركوب الخيل خطوة بخطوة، حتى أصبحت حاضرة في أكبر المهرجانات وأمام الجماهير بثقة عالية.

كسبت بجانب زميلاتها الفارسات حضوراً قوياً في مهرجان سوق عكاظ ، وسجلن حضوراً لافتاً وسط تغطية إعلامية هائلة بكونهن أول فارسات سعوديات يشاركن في مهرجان عام داخل المملكة.

حدثينا عن بدايتك في الفروسية ؟

ـ البداية قبل 8 سنوات في عام 2011م وكانت مجرد هواية ولم يكن لدي هدف معين، وكنت أتمنى حين ذاك عند رؤيتي للخيل أن أمتلك جوادا واحدا فقط، وفي ذلك الوقت أهداني أبي مهرة وبدأت المسيرة تدريجياً وبعد سنتين شاركت في أول مسيرة في اليوم الوطني في كورنيش جدة مع فريق سما للخيل الذي تأسس قبل سنتين كأول فريق نسائي في المملكة العربية السعودية، وفخورة جداً بإنضمامي لهذا الفريق الذي شاركت معه في بطولة منطقة مكة المكرمة لجمال الخيل أمام الأمير خالد الفيصل، كما صورنا تحت جبال طويق فيلماً وثائقياً لرؤية (2030) من ثم جاءت مشاركتنا في سوق عكاظ لمدة ٤٠ يوما -١٠ أيام تدريب و٣٠ يوم عرض- وقبل عدة أيام شاركنا مشاركة مختلفة جداً ركبنا  فيها الهجن وكانت أمام ولي العهد الامير محمد بن سلمان  في مهرجان سموه لسباق الهجن بمحافظة الطائف، وانا فخورة جدا بنفسي وفريقي.

لم تكن هناك صعوبات ولكن من ناحية عائلتي فقط  كانوا يخافون علي من حدوث إصابة لا سمح الله، ولكن الحمد الله  تدريبي مع مدربين متميزين وحريصين على المتدرب لم اشعر بأي صعوبة رغم شغفي الكبير بممارسة ركوب الخيل.

لم يكون هناك اي معوقات وكنت في البداية اتأثر بالردود السلبية من المجتمع وكانت لدي قناعة ان هذه الردود من المفترض الا تؤثر على مسيرتي، كنت دائماً اعتبر الردود السلبية عائق تحول دون الإيجابيات لذلك اتجاوزها بإصرار حتى أصل للهدف الذي أريده.

للأمانة يوجد أماكن فيها مدربين ولكن قليلون جداً ومنهم مدربين معروفين والأمثل فيهم الكابتن فهد الجعيد وهو من خيرة الفرسان خبرةً وخلقاً، ولكن في مجال الفروسية محلياً المدربون المميزون قليلون جداً للأسف.

ليس كل الرضا ولكن اتمنى ان يكون هناك مدربين أكثر وأفضل وأن يكون هناك تطورات كبيرة في مجال الفروسية والأن  أصبح ينفتح المجال أكثر من الأول وأصبح عالم الفروسية يتسع ونحن متفائلون بأن تواكب خدمات المراكز مستقبلاً تطلعاتنا.

بالعكس انا أحب تعلم كل شيء عن الخيل، وحالياً اتدرب على القفز وقبل شاركت في بطولة قفز بعد تدريب شهر واحد وحققت المركز الثالث،  وكل مافي الأمر أنني حريصة دائما على تطوير نفسي اكثر خاصة في فروسية قفز الحواجز حتى أشارك في بطولاتها بإستمرار، كما أنني كنت أتدرب على التقاط الأوتاد في نادي الجوهرة مع الكابتن رعد وابتعدت عنها لفترة ولكن لازال في  النفس ممارستها والتعود عليها أكثر وهذا ما أضعه في الحسبان.

 ـ من كان له الفضل بعد الله في ابرازك كفارسة ؟

طبعا الفضل بعد الله  لقائدة فريق سما الخيل الفارسة سما حسين هي التي اعادتني لهذا المجال بعد انقطاع سنتين، وبعد ذلك  كان الفضل لعائلتي لوقوفهم معي ودعمهم لي وكذلك متابعيني وجمهوري الكريم.

هدفي هو وصولي للعالمية وأن أكون من ابرز الفارسات التي يمثلن المملكة في المحافل الدولية، ودائماً  أتطلع لتحقيق رقم كبير جداً، وأصل لمستويات مهمة في مجال الفروسية، واطمح ان يعرفني كل عشاق الفروسية ومتابعيها بتحقيق إنجاز كبير، وان شاء الله أشارك في بطولات محلية ودولية  وهو هدف مستقبلي احاول الوصول اليه وسأصل بتوفيق الله كما وصلت لما أنا فيه الان .

 ـ هل سبق لك الحصول عل الدعم من القطاع الخاص وهل فكرتي ان تبحثي في القطاع الخاص عن دعم لتنمية موهبتك ؟

طبعاً أول دعم لي من القطاع الخاص كان من مؤسسة صهوات (مركز الجعيد للفروسية) التابع للأستاذ مطلق الجعيد، وله الفضل  بعد الله في مشاركتي بمهرجان سوق عكاظ وانا سعيدة جدا وفخورة بما قدمنا من عروض، ومن ناحية البحث عن الدعم في القطاع الخاص فكرت وما يمنع أن يكون هناك دعم من القطاع الخاص او العام وان شاء الله اجد ما ابحث عنه.

 مشاكل طبيعية

لا الحمدالله.. فقد كانت مشاركتي جيدة ولم يكن هناك اي مشاكل لأن التنظيم قبل المهرجان يكون له ترتيب وفي وقت العرض يكون كل شي على ما يرام ولكن هناك مشاكل طبيعية وواردة تحدث في أي زمان ومكان وهي اشياء بسيطة لا تذكر مثل شخص يصاب او خيل وهي ليست بالمشاكل الكبيرة التي تكون نهاية المشاركة بالعكس يكون لدينا خيارات قبل حدوثها من أجل تجاوزها بسهولة .

 حب خاص

ـ علاقتك بالخيل العربية اكثر من الخيول الاخرى.. ما هو السبب ؟

الخيل العربية الأصيلة لها حب مختلف وذلك لأنها جميلة وأصيلة فهي تلفت نظري أكثر من الخيول الأنجليزية، وللخيول العربية مكانة كبيرة بقلبي أحب النظر لها وأجد نفسي دائماً في ركوبها أكثر من غيرها، وهذا لا يعني أني لا أمتطي الخيول الأخرى، فكل الخيل  محبوبة لكن محبتي للخيل العربية أكبر وأعمق.

 ردود الفعل

مشاركتي في سوق عكاظ كانت جميلة جداً وهي ذات تجربة رائعة مع زميلاتي الفارسات لجانب الفرسان، ونحن في فريق سما الخيل شاركنا في عدة أماكن وكل مرة نكسب فائدة جديدة ونبني الفريق نحو الأفضل، ولا يمكن ان اخفي سعادتي بردود فعل الجمهور في سوق عكاظ، لأن  المشاركة في عكاظ ذات مردود كبير علي كفارسة وكسبنا من خلالها ظهور إعلامي هائل ، لهذا اعتقد آن الفائدة في سوق عكاظ كانت كبيرة جداً.

 ـ ايهما تفضلين المشاركة في العروض أم البطولات ؟

جميعها ذات طابع جميل ومحل اهتمامي سواء شاركت في عرض أو بطولة، وعن الأفضلية، أميل جداً للعروض لأنني أستمتع خلالها بركوب الخيل العربي اكثر من البطولات، وهذه العروض لا تلغي مشاركتي في المسابقات والبطولات المهمة فأنا سأكون فارسة هنا وهناك.

نعم شاركت قبل يومين في ركوب الهجن امام ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – وذلك في ختام مهرجان سموه لسباقات الهجن بمحافظة الطائف، وهي تجربة جديدة افتخر بها، وهناك عروض آخرى تحت الدراسة.

ان شاء الله يكون لنا مشاركة جميلة ويكون لنا بصمة جميلة في موسم الرياض، وأعتقد أن موسم الرياض سوف يكون موسم قوي، ولدي احساس كبير أنه سيكون من اقوى المواسم، واتمنى أن تحسم مشاركتنا هناك.

كل العروض كانت جميلة ومشاركتي في اليوم الوطني العام الماضي كانت مميزة لأنها أول مشاركه لي وأشعر بالفخر والأعتزاز بها، وتعتبر جديدة من نوعها لأنها أول ظهور للنساء بالسعودية على صهوات الجياد في مكان عام وهذا فخر لنا كفارسات، واكثر مشاركة احببتها سوق عكاظ كانت فترتها طويلة صقلت مواهبنا وأعطتنا مساحة كبيرة لتقديم كل مالدينا .

 إعتزاز أصيل

طبعاً فخورة بهذا الظهور، وركوب الخيل يجعلنا نشعر بالأعتزاز والفخر وهو جزء لايتجزء من تاريخ كل أبناء المملكة العربية السعودية، أنا فخورة جداً كان بجانبي هناك فارسات وفرسان يعشقون التحدي، كما أن المجتمع بدأ يتقبل مشاركة الفارسة السعودية وظهورها في المهرجانات الكبرى، مع أن البعض لازالوا غير متقبلين، ولكن عروضنا بالزي المحتشم وهذا لا يسبب لنا أي حرج .

أود أن  اشكركم في “صهيل” على هذا الحوار الجميل ، كما أشكر جميع من وقف وساندني طول الفترة الماضية وكل الشكر لجميع متابعيني فهم من يبث فيني روح التحدي والأصرار  والمضي نحو الأمام.