الرئيسية / أخبار / منوعات / السكن الكريم للفحول

السكن الكريم للفحول

صهيل – عبدالباقي البلاع :

الخيل بفحولها وأفراسها ومهورها ومهراتها؛ عزيزة محببة إلى القلوب، تستحق كلها العناية والتكريم. في مقال حديث نشرته مجلة (the horse) تناول خيارات السكن الكريم لهذه الآباء، بيّن الكاتب أن الفحل ليس وحشاً خطيراً. إنه حصان ذكر. نعم، هذا يعني أنه يمتلك الهرمونات التي تتفق مع وظيفته الذكورية، لكن هذا لا يعني أنه لن تتاح له نعمة العيش الكريم مثله مثل غيره من الخيول الأخرى..

وقالت د. سيلفانا بوبيسكو، من جامعة العلوم الزراعية والطب البيطري في رومانيا،  إن إسكان الخيول حسب التقليد لم يكن لائقاً بها. وكشف عمل مجموعتها أنه، في كثير الأحيان، بسبب نقص الموظفين أو تدريبهم، ينتهي الأمر بالفحول إلى حجيرات مربعة، والأسوأ من ذلك، أن الفحل يكون مربوطاً في إسطبله 24 ساعةً في اليوم تقريباً، حيث لا يحصل على تمرينات غير المشي من حظيرة التشبية وإليها، للتشبيه أو حصاد السائل المنوي. كما أن الكثير منها لا يحصل على أي تواصل مع الخيول الأخرى- ذكراً أو أنثى.

وقالت إن هذا الحرمان يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على الحصان عقلياً وجسدياً وعاطفياً. وشرحت قائلةً: “إن اعتبارهم خطرين للغاية فيما بينهم في جميع المواقف يجعل الناس ينسون تقريبا أنهم من الخيول، ولكنهم بالفعل جزءٌ من جنسهم، ولهم ذات الاحتياجات الأساسية مثل الفئات الأخرى من الخيول: الأمهار، والمهرات، والأفراس “.

ويقول د. ماتيلدي فالنتشون، باحث مشارك في جامعة بريستول في المملكة المتحدة: “إن الفحول أحياناً تولد الخوف في سايسها، ويرجع ذلك إلى الطريقة التي نديرها بها منذ سنواتها الأولى، وهي ما تجعلهم مخيفين وخطرين.”

وتقول سيلفانا: “إن سوء الفهم يولد لدى الناس رفضا مطلقاً لبعض ممارسات الإدارة (الحياة الجماعية في المراعي) التي نقبلها ونشجعها بسهولة للفئات الأخرى من الخيول دون الفحول”. وأضافت قائلةً: “إن الفحول تحتاج إلى وقت فراغ في الهواء الطلق، وهو أحد المجالات الخمسة للحريات لجميع الحيوانات كما حددتها المنظمة العالمية لصحة الحيوانات”.

ومع ذلك نجح باحثون سويسريون في الاحتفاظ بفحول في مجموعات في الهواء الطلق، حيث يعيش حوالي ثمانية فحول معاً ويخلقون “مجموعات من الذكور”. وعلى الرغم من أن هذا ممكن، إلا أنه يتطلب احتياطات مهمة مثل إبقاء الخيول الأخرى- وخاصة الأفراس- خارج نطاق الرؤية والسمع والشم، والسماح للفحول بالمرعى الجماعي فقط في غير موسم التشبية لمنع الإصابات.

ويمكن أن يكون للفحول اتصال جماعي آمن إذا خطط مدربها له بشكل صحيح، وإذا كانت تعيش تحت رعاية خبراء السلوك المدربين تدريباً جيداً. لكن قد يعتقد المرء أن الفحول تكون آمنة في حالة تواجدها في صفوف بجدران قوية تفصلها عن بعضها البعض، إلا أن الفحول نفسها لا تراها بالضرورة بهذه الطريقة. فقد كشفت أبحاث أن مستويات هرمون الكورتيزول كانت أعلى عندما تعيش الفحول في حجيرات مربعة فردية مقارنة بتواجدها في مجموعات. وبرر ذلك أوريتش، أحد الباحثين، قائلاً: ” إن هذه الزيادة هي على الأرجح بسبب العدوان بين الفحول؛ فإذا كانت الفحول محجوزة في حجيرات، فلن تتمكن من الهروب من هذا التهديد.”

وفي المربط الوطني السويسري ، طورت أنجا زولينجر، الحاصلة على بكالوريوس، وزملاؤها “حجيرة مربعة تلبي الاحتياجات الاجتماعية” للفحول، وهي تسمح بأكثر من الاتصال من الأنف إلى الأنف بين الفحول. وعن طريق اختيار الفحول التي تتوافق مع بعضها البعض، والسماح فقط بالاتصال الاجتماعي بين فحلين (ليس الاتصال المفتوح في جميع أجزاء الحجيرتين العلوية)، فقد سمح المربي للفحول بالاتصال مباشرة من طرف إلى آخر مع بعضها البعض من خلال الفتحات الرأسية (بمقدار 15 بوصة، وهي واسعة بما يكفي للسماح بالساقين بالمرور إلى الحجيرة الأخرى)، ولكن ليس الجسم. إلا أن منطقة الجدار مغلقة بالكامل، بحيث يمكن للفحل بالتراجع وأخذ قسطاً من الراحة بعد التواصل، حسب حاجته.

يتفق الباحثون على أن جزءاً أساسياً من إسكان الفحول يتضمن مراقبتها، حيث تنشئ الفحول صلات طيبة مع بعضها البعض. ويمكن أن تطور كرها شديدا للآخرين لأسباب قد لا يعرفها البعض أبداً.

فعلينا أن نضع في اعتبارنا أن لدى الفحول احتياجات أخلاقية مثل أي حصان آخر. ومع استمرار الأبحاث في إثراء معرفتنا حول الإسكان الصحي والصديق للخيول، لا يمكننا استبعاد الذكور منها من فوائد هذه المعرفة، كما يقول أولئك الباحثون.

شاهد أيضاً

الأمير بندر الفيصل رئيس مجلس إدارة هيئة الفروسية .. يكرم صحيفة “صهيل”

الرياض – “صهيل” : كرم صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل رئيس مجلس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: الحقوق محفوظه لموقع صهيل
X