صحيفة صهيل الإلكترونية الأولى في أخبار الخيل والفروسية
وبعد الحديث عن طريقة حفظ العرب لانسابهم وانساب خيولهم الاصيلة.. نتحدث اليوم عن طريقتهم في صيانة هذا العرق النبيل والمحافظه عليه واصطفائة ..
حيث كانوا ليقطعون المسافات الطويله بأفراسهم ليصلوا بها الى فحل ماجد العرق معروف النسب فيلقحونها منه , ويرون انه لايحق لصاحب الفحل ان ياخذ مقابلا في ماء فحله ويعدون ذلك من سوء الخلق
نتهى الكمال , ولا يمكن لأي دم آخر ان يضيف عليها مزيدا..
حتى قال خضير بن قسام قبل ثلاث قرون ( 1130هـ )
يقول ابن قسام انا لي السنجر
.. صفرا تشاد المزنه المنصوبة
يحاولني الشريف على قلع راسها
.. يهبى وهذي حجةٍ مقلوبة
وفي القرن الماضي يقول عبيد بن رشيد :
يابيه انا لكروش لا اعطي ولا ابيع
.. قدمك طلبها فيصل وابن هادي
يابيـه لـو كثّـرت بالقـول ماطـيـع
.. ياحيـف تبغينـي أسـلـم جــوادي
ويقول ابن حشر القحطاني :
حلفـت لوسامـوك بفلـوس عبّـاس
.. اني شفيع فيك لا اصخـي ولا ابيـع
ولادخل قلبي مـن البيـع هوجـاس
.. وان زودوا لي بالثمن قلـت ماطيـع
وترجم هذه القصائد وهذه المواقف البريطاني الشهير / دكسون عام 1929م في كتابه ( عرب الصحراء ) وقال بتصرف ( يعتبر شراء الفرس العربية الاصيلة أمراً في غاية الصعوبة على الأوربي وعلى غيره الذي يرغب باقتناء واحدة منها والطريقة الوحيدة هي ان يحصل عليها كهدية من اميرٍ او شيخ يملك افراسا كثيره , وان حالفه الحظ بالحصول عليها بهذه الطريقة , فمن النادر جدا ان تكون فرسا من الدرجة الاولى ) ..
ومن ذلك ماحصل مع الامام فيصل بن تركي ال سعود أحد حكام الدولة السعودية العظماء ( جد الملك عبدالعزيز ) رحمهم الله تعالى وبعد ان تمكن من الرجوع من مص الى نجد , قد نما بينه وبين عباس باشا الاول علاقة وفاء كان منها أن ارسل الامام فيصل بن تركي مجموعة من خيول نجد الاصيلة ( التي كان يملك الكثير منها ) كهدية لعباس الاول والتي كان لها الاثر الكبير في اهتمام عباس باشا بخيل الجزيرة العربية حتى ارسل مناديبة الى نجد للبحث عن المعلومات اللازمة لمعرفة اصول وانساب الخيول التي يمتلكها , فكان من بركات هدية الامام فيصل بن تركي ووفاءه خرجت تلك المخطوطة الشهيرة عن وفد عباس باشا التي خُطة بإسمه ..
ولا زالوا ابناء الجزيرة يحافظون على خيولهم الاصيلة حتى اصبحت هي موروث ابناء الصحراء ومن انفس ما يقتنون ولا يمكن التفريط فيها مهما بلغت الحاجه او حكم الموقف . ..
وبعد أن قيض الله لهذه البلاد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه ووحدها على صهوات خيل الجزيرة العربية الاصيلة ’ فإنه لم يغفل عن الوفاء لها بعد الاستيطان وقيام الحضارة وعدم الحاجة لها في ظل التطور العالمي , فقد ارسل في القبائل النجدية لجمع الخيول الاصيلة , فكانوا يهدونها له ويجزل لهم المكافئة عليها حتى جمع صفوتها في ( خفس دغره ) منطقة الخرج عام 1346هـ 1928م و خصص لها العاملون وأشرف عليها وزارها وسابق بينها وعاهدها بالرعاية والعناية , ومن بعده انتقلت الى وادي ديراب عام 1383 هـ ثم أنشئ لها مركز التسجيل وربط بوزارة الزراعه …
وعلى ضوء ذالك يقول لنا التاريخ ( أن أجود وأفضل وأنقى وأشهر سلالات خيل الجزيرة العربية لم تخرج من الجزيرة ، وهي باقية في نجد . ولاشك انه خرج منها الطيب والاصيل ولاكن بقيت عيونها وصفوته ونخبتها وعددها الاكبر ) …
من كتاب ( كنز الصحراء )
بقلم / عبدالملك القسامي
المشارك في المؤتمر الدولي للخيل والفروسية
